لقاء “سري” بين وهبي وبنشماش
رفض حكيم بنشماش، الأمين العام السابق للأصالة والمعاصرة، إبرام الصلح مع وهبي، الذي جالسه في “لقاء سري”. وقال رئيس مجلس المستشارين لرفيقه، الذي يقود الحزب، “لست معنيا بالصلح، ولم يعد يربطني بالحزب أي شيء”.
وتعهد بنشماش، في لقائه مع الأمين العام الجديد، وفق مصادر مقربة منه، أنه سيعتزل العمل السياسي مباشرة بعد نهاية ولايته على رأس مجلس المستشارين، ولن يترشح للاستحقاقات المقبلة.
ورفض عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للأصالة والمعاصرة، منح ورقة الطلاق للعديد من البرلمانيين الراغبين في النزول من “التراكتور”، وتعزيز صفوف أحزاب منافسة، من أجل خوض غمار الاستحقاقات المقبلة برموزها.
مقابل ذلك، منح وهبي الضوء الأخضر لمحمد الحموتي، الذي يوصف برجل التوافقات داخل “البام”، لقيادة مبادرة “صلح تاريخي” من أجل إقناع أسماء وازنة بعدم المغادرة، والبقاء تحت خيمة الحزب، لأن رحيلها يشكل خسارة تنظيمية كبيرة له.
وتأتي مبادرة الصلح مع الغاضبين، على بعد أسابيع من عقد المجلس الوطني للحزب، من أجل انتخاب مكتب سياسي جديد، بعدما ظل ممنوعا من الانعقاد بسبب حالة الطوارئ الصحية التي مازالت مستمرة.
وعلمت “الصباح” أن الحموتي نجح في إقناع بعض قادة الحزب، الذين تحولوا إلى معارضين شرسين لقرارات وهبي، بعدم المغادرة، واسترجاع المبادرة التنظيمية، أبرزهم العربي لمحارشي، الذي كان قريبا من خيار تنظيمي جديد، بمعية حكيم بنشماش، الذي طلب منه “الحياد” في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي يمر منها “البام”.
وقبل الإعلان الرسمي عن “مبادرة الصلح”، التمس العربي لمحارشي مهلة للتشاور مع تياره، وهو ما قد يصعب “الصلح” نسبيا، خصوصا أن العديد من “الباميين” في تياره، يرفضون العمل مع وهبي، طالما لم يغير طريقة تعامله، وما يترتب عنها من مواقف وقرارات تكون، في العديد من المرات، متسرعة وغير محسوبة، وتضر بصورة الحزب.
ويأتي فتح باب المصالحة، مع تنامي خطاب المغادرة التي أعلن عنه العديد من البرلمانيين، ومعهم أسماء وازنة في الحزب، إذ لم يتمكن وهبي إلى حدود اليوم من تأكيده أو نفيه، وهو ما أثار حالة من الارتباك التنظيمي داخل فروع الحزب، وقد يظهر ذلك جليا مع رفع “الحجر البرلماني” على كل أعضاء الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة.
وتتسع دائرة الغضب ضد وهبي منذ انتخابه أمينا عاما، إذ يرفض جناح جمال الشيشاوي، المعتقل السياسي السابق، الجلوس على طاولة الحوار مع الأمين العام، بسبب أخطائه التنظيمية القاتلة التي ستكون لها انعكاسات سلبية على مردودية الحزب تنظيميا وانتخابيا.
تعليقات
إرسال تعليق